الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                781 وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها قال فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته قال ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس فذكر نحوه وزاد فيه ولو كتب عليكم ما قمتم به

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( احتجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجيرة بخصفة أو حصير فصلى فيها ) ( فالحجيرة ) - بضم الحاء - تصغير حجرة ، والخصفة والحصير بمعنى ، شك الراوي في المذكورة منهما ، ومعنى احتجر حجرة أي :حوط موضعا من المسجد بحصير ليستره ليصلي فيه ، ولا يمر بين يديه مار ، ولا يتهوش بغيره ، ويتوفر خشوعه وفراغ قلبه . وفيه : جواز مثل هذا إذا لم يكن فيه تضييق على المصلين ونحوهم ، ولم يتخذه دائما ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجرها بالليل يصلي فيها ، وينحها بالنهار ويبسطها . كما ذكره مسلم في الرواية التي بعد هذه ، ثم تركه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل والنهار وعاد إلى الصلاة في البيت . وفيه : جواز النافلة في المسجد . وفيه : جواز الجماعة في غير المكتوبة ، وجواز الاقتداء بمن لم ينو الإمامة . وفيه : ترك بعض المصالح لخوف مفسدة أعظم من ذلك . وفيه : بيان ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه من الشفقة على [ ص: 401 ] أمته ومراعاة مصالحهم ، وأنه ينبغي لولاة الأمور وكبار الناس والمتبوعين - في علم وغيره - الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في ذلك .

                                                                                                                قوله : ( فتتبع إليه رجال ) هكذا ضبطناه ، وكذا هو في النسخ ، وأصل التتبع الطلب ، ومعناه هنا طلبوا موضعه واجتمعوا إليه .

                                                                                                                قوله " وحصبوا الباب " أي رموه بالحصباء ، وهي الحصى الصغار تنبيها له وظنوا أنه نسي .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ) هذا عام في جميع النوافل المرتبة مع الفرائض والمطلقة إلا في النوافل التي هي من شعائر الإسلام ، وهي العيد والكسوف والاستسقاء وكذا التراويح على الأصح ، فإنها مشروعة في جماعة في المسجد ، والاستسقاء في الصحراء ، وكذا العيد إذا ضاق المسجد . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية