الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب جواز العمرة في أشهر الحج

                                                                                                                1240 وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفرا ويقولون إذا برأ الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت العمرة لمن اعتمر فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة فتعاظم ذلك عندهم فقالوا يا رسول الله أي الحل قال الحل كله [ ص: 372 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 372 ] قوله : ( كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ) الضمير في ( كانوا ) يعود إلى الجاهلية .

                                                                                                                قوله : ( ويجعلون المحرم صفر ) هكذا هو في النسخ ( صفر ) من غير ألف بعد الراء ، وهو منصوب مصروف بلا خلاف ، وكان ينبغي أن يكتب بالألف ، وسواء كتب بالألف أم بحذفها لا بد من قراءته هنا منصوبا ؛ لأنه مصروف . قال العلماء : المراد الإخبار عن النسيء الذي كانوا يفعلونه ، وكانوا يسمون المحرم صفرا ويحلونه وينسئون المحرم ، أي يؤخرون تحريمه إلى ما بعد صفر لئلا يتوالى عليهم ثلاثة أشهر محرمة تضيق عليهم أمورهم من الغارة وغيرها ، فأضلهم الله تعالى في ذلك فقال تعالى : إنما النسيء زيادة في الكفر الآية .

                                                                                                                [ ص: 373 ] قوله : ( ويقولون : إذا برأ الدبر ) يعنون دبر ظهور الإبل بعد انصرافها من الحج ، فإنها كانت تدبر بالسير عليها للحج .

                                                                                                                قوله : ( وعفا الأثر ) أي درس وأمحي ، والمراد أثر الإبل وغيرها في سيرها عفا أثرها لطول مرور الأيام . هذا هو المشهور . وقال الخطابي : المراد أثر الدبر والله أعلم .

                                                                                                                وهذه الألفاظ تقرأ كلها ساكنة الآخر ، ويوقف عليها ؛ لأن مرادهم السجع .




                                                                                                                الخدمات العلمية