الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1330 حدثنا إسحق بن إبراهيم وعبد بن حميد جميعا عن ابن بكر قال عبد أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج قال قلت لعطاء أسمعت ابن عباس يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن ينهى عن دخوله ولكني سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال هذه القبلة قلت له ما نواحيها أفي زواياها قال بل في كل قبلة من البيت [ ص: 453 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 453 ] قوله : ( فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال : هذه القبلة ) قوله : ( قبل البيت ) هو بضم القاف والباء ، ويجوز إسكان الباء كما في نظائره ، قيل : معناه ما استقبلك منها ، وقيل : مقابلها . وفي رواية في الصحيح ( فصلى ركعتين في وجه الكعبة ) وهذا هو المراد بقبلها ، ومعناه : عند بابها . وأما قوله : ( ركع في قبل البيت ) فمعناه : صلى . وقوله : ( ركعتين ) دليل لمذهب الشافعي والجمهور أن تطوع النهار يستحب أن يكون مثنى ، وقال أبو حنيفة : أربعا . وسبقت المسألة في كتاب الصلاة .

                                                                                                                وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( هذه القبلة ) فقال الخطابي : معناه أن أمر القبلة قد استقر على استقبال هذا البيت فلا ينسخ بعد اليوم ، فصلوا إليه أبدا . قال : ويحتمل أنه علمهم سنة موقف الإمام ، وأنه يقف في وجهها دون أركانها وجوانبها ، وإن كانت الصلاة في جميع جهاتها مجزئة . هذا كلام الخطابي ، ويحتمل معنى ثالثا وهو أن معناه هذه الكعبة هي المسجد الحرام الذي أمرتم باستقباله لا كل الحرام ، ولا مكة ولا كل المسجد الذي حول الكعبة ، بل هي الكعبة نفسها فقط ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية