الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1777 وحدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فولى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأى ابن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله ( عن سلمة بن الأكوع : وأرجع منهزما - إلى قوله - مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما فقال : لقد رجع ابن الأكوع فزعا ) قال العلماء : قوله : ( منهزما ) حال من ابن الأكوع ، كما صرح أولا بانهزامه ، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم انهزم ، وقد قالت الصحابة كلهم - رضي الله عنهم - إنه صلى الله عليه وسلم ما انهزم ، ولم ينقل أحد قط أنه انهزم صلى الله عليه وسلم في موطن من المواطن ، وقد نقلوا إجماع المسلمين [ ص: 462 ] على أنه لا يجوز أن يعتقد انهزامه صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز ذلك عليه ، بل كان العباس وأبو سفيان بن الحارث آخذين بلجام بغلته يكفانها عن إسراع التقدم إلى العدو ، وقد صرح بذلك البراء في حديثه السابق . والله أعلم .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( شاهت الوجوه ) أي قبحت . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية