الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                142 وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب عن الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن قال دخل ابن زياد على معقل بن يسار وهو وجع بمثل حديث أبي الأشهب وزاد قال ألا كنت حدثتني هذا قبل اليوم قال ما حدثتك أو لم أكن لأحدثك

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله [ ص: 530 ] عليه الجنة هذا الحديث والذي بعده سبق شرحهما في كتاب الإيمان ، وحاصله : أنه يحتمل وجهين ، أحدهما : أن يكون مستحلا لغشهم فتحرم عليه الجنة ، ويخلد في النار . والثاني : أنه لا يستحله فيمتنع من دخولها أول وهلة مع الفائزين ، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية : ( لم يدخل معهم الجنة ) أي : وقت دخولهم ، بل يؤخر عنهم عقوبة له إما في النار وإما في الحساب ، وإما في غير ذلك . وفي هذه الأحاديث : وجوب النصيحة على الوالي لرعيته ، والاجتهاد في مصالحهم ، والنصيحة لهم في دينهم ودنياهم ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( يموت يوم يموت وهو غاش ) دليل على أن التوبة قبل حالة الموت نافعة .

                                                                                                                قوله : ( لو علمت أن بي حياة ما حدثتك ) وفي الرواية الأخرى : ( لولا أني في الموت لم أحدثك به ) يحتمل أنه كان يخافه على نفسه قبل هذا الحال ، ورأى وجوب تبليغ العلم الذي عنده قبل موته ، لئلا يكون مضيعا له ، وقد أمرنا كلنا بالتبليغ .




                                                                                                                الخدمات العلمية