الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك

                                                                                                                2315 حدثنا هداب بن خالد وشيبان بن فروخ كلاهما عن سليمان واللفظ لشيبان حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف فانطلق يأتيه واتبعته فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخانا فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ياأبا سيف أمسك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول فقال أنس لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف ، فانطلق يأتيه ، واتبعته إلى آخره ) .

                                                                                                                ( القين ) بفتح القاف الحداد . وفيه جواز تسمية المولود يوم ولادته ، وجواز التسمية بأسماء الأنبياء صلوات [ ص: 470 ] الله عليهم وسلامه ، وسبقت المسألتان في بابهما . وفيه استتباع العالم والكبير بعض أصحابه إذا ذهب إلى منزل قوم ونحوه . وفيه الأدب مع الكبار .

                                                                                                                قوله : ( وهو يكيد بنفسه ) أي يجود بها ، ومعناه : وهو في النزع .

                                                                                                                قوله : ( فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخره ) فيه جواز البكاء على المريض والحزن ، وأن ذلك لا يخالف الرضا بالقدر ، بل هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما المذموم الندب والنياحة ، والويل والثبور ، ونحو ذلك من القول الباطل ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " ولا نقول إلا ما يرضي ربنا " .




                                                                                                                الخدمات العلمية