الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2321 حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن شقيق عن مسروق قال دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم معاوية إلى الكوفة فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا قال عثمان حين قدم مع معاوية إلى الكوفة وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد يعني الأحمر كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد مثله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( لم يكن فاحشا ولا متفحشا ) قال القاضي : أصل الفحش الزيادة والخروج عن الحد . قال الطبري : الفاحش البذيء . قال ابن عرفة : الفواحش عند العرب القبائح . قال الهروي : الفاحش ذو الفحش ، والمتفحش الذي يتكلف الفحش ، ويتعمده لفساد حاله . قال : وقد يكون المتفحش الذي يأتي الفاحشة .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا ) فيه الحث على حسن الخلق ، وبيان فضيلة صاحبه . وهو صفة أنبياء الله تعالى وأوليائه . قال الحسن البصري : حقيقة حسن الخلق بذل المعروف ، وكف الأذى ، وطلاقة الوجه . قال القاضي عياض : هو مخالطة الناس بالجميل والبشر ، والتودد لهم ، والإشفاق عليهم ، واحتمالهم ، والحلم عنهم ، والصبر عليهم في المكاره ، وترك الكبر [ ص: 473 ] والاستطالة عليهم . ومجانبة الغلظ والغضب والمؤاخذة . قال : وحكى الطبري خلافا للسلف في حسن الخلق هل هو غريزة أم مكتسب ؟ قال القاضي : والصحيح أن منه ما هو غريزة ، ومنه ما يكتسب بالتخلق والاقتداء بغيره . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية