الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2432 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وابن نمير قالوا حدثنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة قال سمعت أبا هريرة قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب قال أبو بكر في روايته عن أبي هريرة ولم يقل سمعت ولم يقل في الحديث ومني

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن أبي هريرة قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله . هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ، ولا نصب ) .

                                                                                                                هذا الحديث من مراسيل الصحابة ، وهو حجة عند الجماهير كما سبق ، وخالف فيه الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني لأن أبا هريرة لم يدرك أيام خديجة ، فهو محمول على أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من صحابي ، ولم يذكر أبو هريرة هنا سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله أولا : ( قد أتتك ) معناه توجهت إليك . وقوله : ( فإذا هي أتتك ) أي وصلتك فاقرأ عليها السلام أي سلم عليها .

                                                                                                                وهذه فضائل ظاهرة لخديجة رضي الله عنها وقوله : ( ببيت من قصب ) قال جمهور العلماء المراد به قصب اللؤلؤ المجوف كالقصر المنيف ، وقيل قصب من ذهب منظوم بالجوهر . قال أهل اللغة : القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف . قالوا : ويقال لكل مجوف قصب وقد جاء في الحديث مفسرا ببيت من لؤلؤة محياة ، وفسروه بمجوفة . قال الخطابي وغيره : المراد بالبيت هنا القصر .

                                                                                                                [ ص: 571 ] وأما ( الصخب ) فبفتح الصاد والخاء وهو الصوت المختلط المرتفع .

                                                                                                                ( والنصب ) المشقة والتعب ، ويقال فيه : فبفتح الصاد والخاء وهو الصوت المختلط المرتفع ، ( والنصب ) المشقة والتعب ، ويقال فيه : ( نصب ) بضم النون وإسكان الصاد وبفتحهما ، لغتان ، حكاهما القاضي وغيره كالحزن ، والحزن ، والفتح أشهر وأفصح ، وبه جاء القرآن . وقد نصب الرجل بفتح النون وكسر الصاد إذا أعيا .




                                                                                                                الخدمات العلمية