الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2476 حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن إسمعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصة بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمانية قال فنفرت في خمسين ومائة فارس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فانطلق فحرقها بالنار ثم بعث جرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره يكنى أبا أرطاة منا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن عباد حدثنا سفيان ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا مروان يعني الفزاري ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسمعيل بهذا الإسناد وقال في حديث مروان فجاء بشير جرير أبو أرطاة حصين بن ربيعة يبشر النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 31 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 31 ] قوله : ( فنفرت ) أي خرجت للقتال .

                                                                                                                قوله : ( تدعى كعبة اليمانية ) هكذا هو في جميع النسخ ، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته ، وأجازه الكوفيون ، وقدر البصريون فيه حذفا أي كعبة الجهة اليمانية . واليمانية بتخفيف الياء على المشهور ، وحكي تشديدها ، وسبق إيضاحه في كتاب الحج .

                                                                                                                قوله : ( كأنها جمل أجرب ) قال القاضي معناه مطلي بالقطران لما به من الجرب ، فصار أسود لذلك ، يعني صارت سوداء من إحراقها . وفيه النكاية بآثار الباطل ، والمبالغة في إزالته . وفي هذا الحديث استحباب إرسال البشير بالفتوح ونحوها .

                                                                                                                قوله : ( فجاء بشير جرير أبو أرطاة حصين بن ربيعة ) هكذا هو في بعض النسخ ( حصين ) بالصاد ، وفي أكثرها ( حسين ) بالسين ، وذكر القاضي الوجهين . قال : والصواب الصاد ، وهو الموجود في نسخة ابن ماهان .




                                                                                                                الخدمات العلمية