الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب النهي عن السباب

                                                                                                                2587 حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسمعيل يعنون ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم [ ص: 109 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 109 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم ) معناه أن إثم السباب الواقع من اثنين مختص بالبادئ منهما كله إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار ، فيقول للبادئ أكثر مما قال له . وفي هذا جواز الانتصار ، ولا خلاف في جوازه ، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة . قال الله تعالى : ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل وقال تعالى : والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ومع هذا فالصبر والعفو أفضل . قال الله تعالى : ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور وللحديث المذكور بعد هذا . ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا واعلم أن سباب المسلم بغير حق حرام كما قال صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق ولا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه ما لم يكن كذبا أو قذفا أو سبا لأسلافه . فمن صور المباح أن ينتصر بيا ظالم يا أحمق ، أو جافي ، أو نحو ذلك ، لأنه لا يكاد أحد ينفك من هذه الأوصاف . قالوا : وإذا انتصر المسبوب استوفى ظلامته ، وبرئ الأول من حقه ، وبقي عليه إثم الابتداء ، أو الإثم المستحق لله تعالى . وقيل : يرتفع عنه جميع الإثم بالانتصار منه ، ويكون معنى على البادئ أي عليه اللوم والذم لا الإثم .




                                                                                                                الخدمات العلمية