الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2814 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم قال إسحق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير حدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن يعنيان ابن مهدي عن سفيان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن عمار بن رزيق كلاهما عن منصور بإسناد جرير مثل حديثه غير أن في حديث سفيان وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة [ ص: 293 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 293 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، قالوا : وإياك ؟ قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ) ( فأسلم ) برفع الميم وفتحها ، وهما روايتان مشهورتان فمن رفع قال : معناه : أسلم أنا من شره وفتنته ، ومن فتح قال : إن القرين أسلم ، من الإسلام وصار مؤمنا لا يأمرني إلا بخير ، واختلفوا في الأرجح منهما فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح وهو المختار ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " فلا يأمرني إلا بخير " ، واختلفوا على رواية الفتح ، قيل : أسلم بمعنى استسلم وانقاد ، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم ( فاستسلم ) وقيل : معناه صار مسلما مؤمنا ، وهذا هو الظاهر ، قال القاضي : واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه . وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه ، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .




                                                                                                                الخدمات العلمية