الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2884 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن محمد بن زياد عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه فقلنا يا رسول الله صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله فقال العجب إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه ) هو بكسر الباء قيل : معناه اضطراب بجسمه ، وقيل : حرك أطرافه كمن يأخذ شيئا أو يدفعه .

                                                                                                                [ ص: 336 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل ، يهلكون مهلكا واحدا ، ويصدرون مصادر شتى ، ويبعثهم الله على نياتهم ) أما ( المستبصر ) فهو المستبين لذلك القاصد له عمدا ، وأما ( المجبور ) فهو المكره ، يقال : أجبرته فهو مجبر ، هذه اللغة المشهورة ، ويقال أيضا : جبرته فهو مجبور ، حكاها الفراء وغيره ، وجاء هذا الحديث على هذه اللغة .

                                                                                                                وأما ( ابن السبيل ) فالمراد به سالك الطريق معهم ، وليس منهم . ويهلكون مهلكا واحدا أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم ، ( ويصدرون يوم القيامة مصادر شتى ) ، أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم ، فيجازون بحسبها .

                                                                                                                وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم ، والتحذير من مجالستهم ، ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين ; لئلا يناله ما يعاقبون به .

                                                                                                                وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا .




                                                                                                                الخدمات العلمية