الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2938 حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل مرو حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له أين تعمد فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج قال فيقولون له أو ما تؤمن بربنا فيقول ما بربنا خفاء فيقولون اقتلوه فيقول بعضهم لبعض أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه قال فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيأمر الدجال به فيشبح فيقول خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال فيقول أو ما تؤمن بي قال فيقول أنت المسيح الكذاب قال فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له قم فيستوي قائما قال ثم يقول له أتؤمن بي فيقول ما ازددت فيك إلا بصيرة قال ثم يقول يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                و ( المسالح ) قوم معهم سلاح يرتبون في المراكز كالخفراء سموا بذلك لحملهم السلاح .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيأمر الدجال به ، فيشبح ، فيقول : خذوه وشجوه ) فالأول بشين معجمة ثم باء [ ص: 382 ] موحدة ثم حاء مهملة أي مدوه على بطنه ، والثاني ( شجوه ) بالجيم المشددة من الشج ، وهو الجرح في الرأس . والوجه الثاني فيشج كالأول ، فيقول : خذوه وشبحوه بالباء والحاء . والثالث فيشج وشجوه كلاهما بالجيم ، وصحح القاضي الوجه الثاني ، وهو الذي ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، والأصح عندنا الأول .

                                                                                                                وأما قوله : ( فيوسع ظهره ) فبإسكان الواو وفتح السين .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيؤشر بالمئشار من مفرقه ) هكذا الرواية ( يؤشر ) بالهمز ، والمئشار بهمزة بعد الميم ، وهو الأفصح ، ويجوز تخفيف الهمزة فيهما ، فيجعل في الأول واوا ، وفي الثاني ياء . ويجوز ( المنشار ) بالنون ، وعلى هذا يقال : نشرت الخشبة ، وعلى الأول يقال أشرتها .

                                                                                                                و ( مفرق الرأس ) بكسر الراء وسطه .

                                                                                                                والترقوة بفتح التاء وضم القاف ، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( وما ينصبك ) هو بضم الياء على اللغة المشهورة أي ما يتعبك من أمره ؟ قال ابن دريد : يقال أنصبه المرض وغيره ، ونصبه ، والأول أفصح . قال : وهو تغير الحال من مرض أو تعب .




                                                                                                                الخدمات العلمية