الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2968 حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة قالوا لا قال فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما قال فيلقى العبد فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى قال فيقول أفظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى أي رب فيقول أفظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول هاهنا إذا قال ثم يقال له الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( هل نرى ربنا ) ؟ قد سبق شرح الرواية وما يتعلق بها في كتاب الإيمان .

                                                                                                                قوله : صلى الله عليه وسلم : ( فيقول : أي فل ) هو بضم الفاء وإسكان اللام ، ومعناه يا فلان ، وهو ترخيم على خلاف القياس ، وقيل : هي لغة بمعنى فلان حكاها القاضي . ومعنى ( أسودك ) أجعلك سيدا على غيرك .

                                                                                                                قوله تعالى : ( وأذرك ترأس وتربع ) أما ( ترأس ) فبفتح التاء وإسكان الراء وبعدها همزة مفتوحة ، ومعناه رئيس القوم وكبيرهم . وأما ( تربع ) فبفتح التاء والباء الموحدة هكذا رواه الجمهور ، وفي رواية ابن ماهان ( ترتع ) بمثناة فوق بعد الراء ، ومعناه بالموحدة تأخذ المرباع الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة ، وهو ربعها ، يقال : ربعتهم أي أخذت ربع أموالهم ، ومعناه ألم أجعلك رئيسا مطاعا . وقال القاضي بعد حكايته : نحو ما ذكرته عندي أن معناه تركتك مستريحا لا تحتاج إلى مشقة وتعب من قولهم : أربع على نفسك أي ارفق بها . ومعناه بالمثناة تتنعم ، وقيل : تأكل ، وقيل : تلهو ، وقيل : تعيش في سعة .

                                                                                                                [ ص: 403 ] قوله تعالى : ( فإني أنساك كما نسيتني ) أي أمنعك الرحمة كما امتنعت من طاعتي .

                                                                                                                قوله : ( فيقول : هاهنا إذا ) معناه قف هاهنا حتى يشهد عليك جوارحك إذ قد صرت منكرا .




                                                                                                                الخدمات العلمية