الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              1010 حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحق عن البراء قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهرا وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى إلى بيت المقدس أكثر تقلب وجهه في السماء وعلم الله من قلب نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يهوى الكعبة فصعد جبريل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره وهو يصعد بين السماء والأرض ينظر ما يأتيه به فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية فأتانا آت فقال إن القبلة قد صرفت إلى الكعبة وقد صلينا ركعتين إلى بيت المقدس ونحن ركوع فتحولنا فبنينا على ما مضى من صلاتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس فأنزل الله عز وجل وما كان الله ليضيع إيمانكم

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( عن أبي إسحاق إلخ ) قال الحافظ في فتح الباري قد جاء سماع أبي إسحاق عن البراء في غير هذا الحديث فلا ضعف فيه من تدليس أبي إسحاق ذكره في كتاب الإيمان قوله ( صلينا إلى قوله وصرفت القبلة بشهرين ) لا يخفى ما بين الكلامين من التنافي فإن الأول يدل على أنه صرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخول المدينة بعد ثمانية عشر شهرا والثاني صريح في خلافه وذلك لأن صلاة البراء مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت بعد دخوله - صلى الله عليه وسلم - المدينة إلا أن يقال أراد بقوله صلينا صلاة الصحابة مطلقا ولو بمكة وهذا مبني على أنه - صلى الله عليه وسلم - توجه إلى بيت المقدس وهو بمكة وكان على ذلك بعد دخوله المدينة بشهرين صرفت القبلة إلى الكعبة وهذا خلاف المشهور بين الجمهور قال الحافظ ابن حجر كان قدومه - صلى الله عليه وسلم - المدينة في شهر ربيع الأول بلا خلاف وكان التحويل في نصف شهر رجب من السنة الثانية على الصحيح وبه جزم الجمهور وبالجملة فهذه رواية شاذة [ ص: 317 ] مخالفة للروايات المشهورة في حديث البراء فليس فيها الجملة الثانية أصلا والجملة الأولى جاءت في بعضها على الشك بين ستة عشر أو سبعة عشر وفي بعضها بالجزم بستة عشر وفي بعضها بالجزم بسبعة عشر وقد حكم الحافظ ابن حجر على رواية ابن ماجه بالشذوذ في الجملة الأولى وقال هي من طريق أبي بكر بن عياش وأبو بكر سيئ الحفظ وقد اضطرب فيه ثم بين الاضطراب قوله ( أنه من يهوى ) من هوي بالكسر إذا أحب قوله ( ليضيع إيمانكم ) أي صلاتكم وفي الزوائد حديث البراء صحيح ورجاله ثقات .




                                                                              الخدمات العلمية