الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              1327 حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئا منه حتى بقي سبع ليال فقام بنا ليلة السابعة حتى مضى نحو من ثلث الليل ثم كانت الليلة السادسة التي تليها فلم يقمها حتى كانت الخامسة التي تليها ثم قام بنا حتى مضى نحو من شطر الليل فقلت يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف فإنه يعدل قيام ليلة ثم كانت الرابعة التي تليها فلم يقمها حتى كانت الثالثة التي تليها قال فجمع نساءه وأهله واجتمع الناس قال فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح قيل وما الفلاح قال السحور قال ثم لم يقم بنا شيئا من بقية الشهر

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( فقام بنا ليلة السابعة ) هي الأولى من السبع الباقية ودأب العرب أنهم يحسبون الشهر من الآخر وهذا القيام لم يعلمهم كيف كان وفسره كثير من العلماء بالتراويح (ثم قام ) عطف على مقدر أي فما قام في الليلة السادسة ثم قام في الخامسة (من شطر الليل ) أي نصفه (لو نفلتنا ) بتشديد الفاء وتخفيفها أي لو أعطيتنا قيام بقية الليل وزدتنا إياه كان أحسن وأولى ويحتمل [ ص: 398 ] أن كلمة لو للتمني فلا جواب لها (فإنه يعدل قيام ليلة ) أي ساواه في الفضل والثواب قال الطحاوي في شرح الآثار احتج به من قال إن قيام رمضان مع الإمام أفضل واحتج من خالفه بحديث خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة وقد قال لهم ذلك حيث قام بهم ليلة رمضان في مسجده وأراد أن يقوم بهم بعد ذلك فأعلمهم به أن صلاتهم في منازلهم وحدانا أفضل من صلاتهم معه في مسجده فكيف مع إمام آخر في مسجد آخر والجواب عن هذا الحديث أنه يجوز أن يكتب له بالقيام مع الإمام بعض الليل قيام كله وأن يكون قيامه في بيته أفضل من ذلك ولا منافاة بين الأمرين ثم هو اختار أن الانفراد في رمضان أفضل قوله ( أن يفوتنا الفلاح ) قال الخطاب أصل الفلاح البقاء سمي السحور فلاحا لكونه سببا لبقاء الصوم ومعينا عليه وقال القاضي في شرح المصابيح الفلاح الفوز بالبغية سمي به السحور لأنه يعين على إتمام الصوم وهو الفوز بما قصد ونواه والموجب للفلاح في الآخرة ا ه .




                                                                              الخدمات العلمية