الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              1387 حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري حدثنا موسى بن عبد العزيز حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا فذلك خمسة وسبعون في كل ركعة تفعل في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( يا عماه ) إشارة إلى مزيد استحقاقه بالعطية الآتية (أمنحك ) بمعنى أعطيك وكذا أحبوك فهما تأكيد بعد تأكيد وكذا أفعل لك فإنه بمعنى أعطيك أو أعلمك (عشر خصال ) منصوب تنازعت فيه الأفعال قبله والمراد بعشر خصال الأنواع العشرة للذنوب من الأول والآخر والقديم والحديث أي فهو على حذف المضاف أي ألا أعطيك مكفر عشرة أنواع ذنوبك أو المراد التسبيحات فإنها فيما سوى القيام عشر عشر وعلى هذا يراد الصلاة المشتملة على التسبيحات العشر بالنظر إلى غالب الأركان وأما جملة إذا أنت فعلت إلخ فهي في محل النصب على أنها نعت للمضاف المقدر على الأول أو لنفس عشر خصال على الثاني وعلى الثاني لا يكون إلا نعتا مخصصا باعتبار أن المكفر يحتمل أن يكون علمه مكفرا فبين بالنعت أن يكون عمله مكفرا لا علمه قوله : ( عشر خصال أن تصلي إلخ ) على الأول بتقدير [ ص: 421 ] مبتدأ أي هي أي أنواع الذنوب عشر خصال أو بدل من مجموع أوله وآخره إلخ وعلى الثاني مبتدأ وما بعده خبره خبر مقدم وما بعده مبتدأ لئلا يلزم تنكير المبتدأ مع تعريف الخبر والله أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية