الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              257 حدثنا علي بن محمد والحسين بن عبد الرحمن قالا حدثنا عبد الله بن نمير عن معاوية النصري عن نهشل عن الضحاك عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا عليهم سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( لو أن أهل العلم إلخ ) يريد أن العلم رفيع القدر يرفع قدر من يرفعه عن الابتذال في غير المحال قال الزهري العلم ذكر لا يحبه إلا ذكور الرجال أي الذين يحبون المعالي من الأمور قوله : ( فهانوا عليهم ) فإنهم أهانوا رفيعا فأهانهم الله قوله ( نبيكم ) قال الطيبي هذا الخطاب توبيخ للمخاطبين حيث خالفوا أمر نبيهم قوله ( من جعل الهموم هما واحد ) أي من جعل همه واحدا موضع الهموم التي للناس أو من كان له هموم متعددة فتركها وجعل موضعها الهم الواحد قوله ( ومن تشعبت به الهموم ) أي تفرق فيه الهموم أو فرقته الهموم والباء على الأول بمعنى في وعلى الثاني للتعدية وإن جعلت للمصاحبة أي مصحوبة معه كان صحيحا قوله ( لم يبال الله ) كناية عن عدم الكفاية والعون مثل ما يحصل للأول وفي الزوائد إسناده ضعيف فيه نهشل بن سعيد قيل إنه يروي المناكير وقيل بل الموضوعات وله شاهد من حديث [ ص: 114 ] ابن عمر صححه الحاكم .




                                                                              الخدمات العلمية