الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              324 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت عن عراك بن مالك عن عائشة قالت ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يكرهون أن يستقبلوا بفروجهم القبلة فقال أراهم قد فعلوها استقبلوا بمقعدتي القبلة قال أبو الحسن القطان حدثنا يحيى بن عبيد حدثنا عبد العزيز بن المغيرة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت مثله

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( قوم يكرهون إلخ ) الظاهر أنهم حملوا النهي الوارد في الاستقبال على العموم فكرهوا ذلك مطلقا وكان النهي من أصله مخصوصا بالصحراء كما تقدم فأنكر ذلك عليهم في البيوت وهذا صريح في أنه ما ورد النهي أولا عاما ثم نسخ عمومه إذ لو كان ذلك لما أنكر عليهم العموم بناء على أنهم رأوا بقاءه لعدم بلوغ النسخ ولا إنكار على من يرى بقاء العموم قبل بلوغ النسخ بل ذلك هو الواجب فكيف ينكر على صاحبه بل الحديث صريح في أن العموم من محدثاتهم قوله ( استقبلوا إلخ ) أي حولوا موضع قضاء الحاجة إلى جهة القبلة حتى يزول عن قلوبهم إنكار الاستقبال في البيوت فيرسخ في قلوبهم جوازه فيها ويفهموا أن النهي مخصوص بالصحراء قال النووي في المجموع إسناده حسن رجاله ثقات معروفون وأخطأ من قال خلاف ذلك وقد علل البخاري الخبر بما ليس بقادح فيه فقال وجاء عن عائشة أنها كانت تنكر قولهم لا تستقبلوا القبلة وهذا أصح فإن ثبوت ما قال لا يستلزم نفي هذا فبعد صحة الإسناد يجب القول بصحتها .




                                                                              الخدمات العلمية