الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب المزاح

                                                                              3719 حدثنا أبو بكر حدثنا وكيع عن زمعة بن صالح عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة عن أم سلمة ح وحدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا زمعة بن صالح عن الزهري عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة قالت خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكانا شهدا بدرا وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط رجلا مزاحا فقال لنعيمان أطعمني قال حتى يجيء أبو بكر قال فلأغيظنك قال فمروا بقوم فقال لهم سويبط تشترون مني عبدا لي قالوا نعم قال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي قالوا لا بل نشتريه منك فاشتروه منه بعشر قلائص ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد فقالوا قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به فجاء أبو بكر فأخبروه بذلك قال فاتبع القوم ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان قال فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منه حولا

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( المزاح ) بضم الميم كلام يراد به المباسطة بحيث لا يفضي إلى أذى فإن بلغ به الإيذاء فهو السخرية والمزاح بكسر الميم مصدر .

                                                                              قوله : ( ومعه نعيمان وسويبط ) هما مضبوطان بالتصغير (مزاحا ) كعلاما (لأغيظنك ) من الإغاظة بنون التوكيد الثقيلة (بعشرة قلائص ) أي : بعشر نوق (حولا ) أي : عاما ، والظاهر أن الصحابة هم الذين يذكرون هذا الكلام فيما بينهم العام ويضحكون منه فهذا قيد لضحكهم فقط ، وفي الزوائد في إسناده زمعة بن صالح وهو وإن أخرج له مسلم فإنما روى له مقرونا بغيره وقد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما .




                                                                              الخدمات العلمية