الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              4255 حدثنا محمد بن يحيى وإسحق بن منصور قالا حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر قال قال الزهري ألا أحدثك بحديثين عجيبين أخبرني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في الريح في البحر فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا قال ففعلوا به ذلك فقال للأرض أدي ما أخذت فإذا هو قائم فقال له ما حملك على ما صنعت قال خشيتك أو مخافتك يا رب فغفر له لذلك [ ص: 564 ]

                                                                              التالي السابق


                                                                              [ ص: 564 ] قوله : ( ثم اسحقوني ) أي : دقوني واطحنوني (ثم ذروني ) من ذراه ، أي : أطاره في الريح في البحر الأجزاء بحيث لا يكون هناك سبيل إلى جمعها فيحتمل أنه رأى أن جمعه حينئذ يكون مستحيلا والقدرة لا تتعلق بالمستحيل فلذلك قال فوالله لئن قدر علي ربي فلا يلزم أنه نفى القدرة فصار بذلك كافرا فكيف يغفر له ، وذلك لأنه ما نفى القدرة على ممكن ، وإنما فرض غير المستحيل مستحيلا فيما لم يثبت عنده إنه ممكن من الدين بالضرورة والكفر هو الأول لا الثاني ويحتمل أن شدة الخوف طيرت عقله فلا التفت إلى ما يقول وما يفعل وأنه هل ينفعه أم لا كما هو المشاهد في الواقع في مهلكة فإنه قد يتمسك بأدنى شيء لاحتمال أنه لعله ينفعه إذ هو فيما قال وفعل في حكم المجنون ، وأجاب بعض بأن هذا رجل لم تبلغه الدعوة ، وهذا بعيد ، وقال السيوطي : معنى لئن قدر علي ربي ، أي : ضيق كقوله تعالى : فظن أن لن نقدر عليه أي : نضيق ا هـ ، وهذا معنى غير مناسب للسوق أصلا (أد ) أمر من الأداء .




                                                                              الخدمات العلمية