الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      723 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال حدثنا محمد بن جحادة حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر قال كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي قال فحدثني وائل بن علقمة عن أبي وائل بن حجر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا كبر رفع يديه قال ثم التحف ثم أخذ شماله بيمينه وأدخل يديه في ثوبه قال فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع رفع يديه ثم سجد ووضع وجهه بين كفيه وإذا رفع رأسه من السجود أيضا رفع يديه حتى فرغ من صلاته قال محمد فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله من فعله وتركه من تركه قال أبو داود روى هذا الحديث همام عن ابن جحادة لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( محمد بن جحادة ) بضم الجيم قبل المهملة ( قال ) أي عبد الجبار ( كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي ) في هذا دلالة ظاهرة على أن عبد الجبار بن وائل ولد في حياة أبيه ( ثم التحف ) زاد مسلم بثوبه أي تستر به ( ثم أخذ شماله بيمينه ) ورواه ابن خزيمة بلفظ : وضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره قاله الحافظ في التلخيص ( فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما ) فيه استحباب كشف اليدين عند الرفع ( ثم سجد [ ص: 311 ] ووضع وجهه بين كفيه ) وفي رواية مسلم : " فلما سجد سجد بين كفيه " قال في المرقاة : أي محاذيين لرأسه . قال ابن الملك : أي وضع كفيه بإزاء منكبيه في السجود . وفيه : أن إزاء المنكبين لا يفهم من الحديث ولا هو موافق للمذهب ، وأغرب ابن حجر أيضا حيث قال : وفيه التصريح بأنه يسن للمصلي وضع كفيه على الأرض حذاء منكبيه اتباعا لفعله عليه السلام كما رواه أبو داود وسنده صحيح . قلت : على تقدير صحة سنده فمسلم مقدم ، لأنه في الصحة مسلم فهو أولى بالترجيح ، فيحمل رواية غيره على الجواز والله أعلم . انتهى . قلت : رواية أبي داود التي أشار إليها ابن حجر هي رواية أبي حميد الآتية وفيها : ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه وفي البخاري في حديث أبي حميد : لما سجد وضع كفيه حذو منكبيه فقول علي القاري فهو أولى بالترجيح ، فيحمل رواية غيره على الجواز في حيز الخفاء ( قال محمد ) هو ابن جحادة ( فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن ) هو الحسن البصري ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس هو رأس أهل الطبقة الثالثة ، وكان شجاعا من أشجع أهل زمانه وكان عرض زنده شبرا ( لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود ) قال المنذري : وقد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل ومولى لهم عن أبيه وائل بن حجر بنحوه وليس فيه ذكر الرفع مع الرفع من السجود .




                                                                      الخدمات العلمية