الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1336 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ونصر بن عاصم وهذا لفظه قالا حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي وقال نصر عن ابن أبي ذئب والأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة ويمكث في سجوده قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه فإذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن حدثنا سليمان بن داود المهري حدثنا ابن وهب أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد أن ابن شهاب أخبرهم بإسناده ومعناه قال ويوتر بواحدة ويسجد سجدة قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وساق معناه قال وبعضهم يزيد على بعض

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( إلى أن ينصدع ) : أي ينشق ( الفجر ) : وهو بظاهره يشمل ما إذا كان بعد نوم أم لا ( ويوتر بواحدة ) : فيه أن أقل الوتر ركعة فردة والتسليم من كل ركعة ركعتين وبهما قال الأئمة الثلاثة ( ويمكث في سجوده ) : يعني يمكث في كل واحدة من سجدات تلك الركعات قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية ( فإذا سكت ) : بالتاء . ( المؤذن ) : أي فرغ . قال الحافظ العسقلاني : هكذا في الروايات المعتمدة بالمثناة الفوقانية ، وروى سكب بالموحدة ومعناه صب الأذان ، والرواية المذكورة لم تثبت في شيء من الطرق وإنما ذكر الخطابي من طريق الأوزاعي عن الزهري انتهى .

                                                                      وقال بعض العلماء يجوز فيه التاء المثناة من فوق ، ولكن قيدوه بالباء الموحدة ، كذا في الفائق للزمخشري والنهاية للجزري وقالا : أرادت عائشة إذا أذن فاستعارت السكب للإفاضة في الكلام كما يقال أفرغ في أذني حديثا أي ألقى وصب . وقال في الفائق : كما يقال هضب في الحديث وأخذ في الخطبة ، وكذا صرح به الهروي في الغريبين ( بالأولى من صلاة الفجر ) : أي بالنداء الأولى وهي الأذان والثانية الإقامة ( قام فركع ركعتين ) : هما سنة الفجر ( خفيفتين ) : يقرأ فيهما الكافرون [ ص: 159 ] والإخلاص ( ثم اضطجع على شقه الأيمن ) : أي للاستراحة من تعب قيام الليل ليصلي فرضه على نشاط . كذا قاله ابن الملك وغيره . وقال النووي : يستحب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر انتهى ( حتى يأتيه المؤذن ) : أي يستأذنه للإقامة قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه .




                                                                      الخدمات العلمية