الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1351 حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات ثم أوتر بسبع ركعات وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم سجد قال أبو داود روى الحديثين خالد بن عبد الله الواسطي عن محمد بن عمرو مثله قال فيه قال علقمة بن وقاص يا أمتاه كيف كان يصلي الركعتين فذكر معناه حدثنا وهب بن بقية عن خالد ح و حدثنا ابن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام عن الحسن عن سعد بن هشام قال قدمت المدينة فدخلت على عائشة فقلت أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة العشاء ثم يأوي إلى فراشه فينام فإذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثماني ركعات يخيل إلي أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود ثم يوتر بركعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس ثم يضع جنبه فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة ثم يغفي وربما شككت أغفى أو لا حتى يؤذنه بالصلاة فكانت تلك صلاته حتى أسن لحم فذكرت من لحمه ما شاء الله وساق الحديث [ ص: 167 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 167 ] ( علقمة بن وقاص ) : قال المنذري : وأخرج مسلم طرفا منه في الركعتين ، ( روى هذين الحديثين ) : أي حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن وعلقمة بن وقاص ( خالد بن عبد الله الواسطي ) : ثقة ثبت ( عن محمد بن عمرو مثله ) : أي مثل حديث حماد بن سلمة لكن فيه بعض الزيادة كما أشار بقوله ( قال ) : أي خالد بن عبد الله ( كان يصلي الركعتين ) : أي بعد الوتر . ( عن خالد ) : بن عبد الله الطحان الواسطي وهو يروي عن هشام بن حسان كما يروي عنه عبد الأعلى . قال في الشرح : رواية وهب بن بقية عن خالد عن هشام ما وجدناها في أطراف المزي ، وأما رواية ابن المثنى عن عبد الأعلى فثابتة فيه والله أعلم ( دخل المسجد ) : أي الموضع الذي يصلى في البيت ( يخيل ) : بصيغة المجهول بتشديد [ ص: 168 ] الياء ( إلي ) : بتشديد الياء ( فآذنه ) : بهمزة ممدودة من الإيذان أي أعلمه ( ثم يغفي ) : من الإغفاء أي ينام نوما خفيفا .

                                                                      قالت عائشة ( وربما شككت ) : في نومه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هل ( أغفا أو لا ) : قال في النهاية : غفوت غفوة أي نمت نومة خفيفة ، ويقال أغفا إغفاء وإغفاءة إذا نام ، وقلما يقال غفا انتهى . ( أسن ) : بإثبات الهمزة هكذا في بعض نسخ الكتاب وفي بعضها سن بدون الهمزة . قال النووي : هكذا في معظم الأصول لصحيح مسلم سن وفي بعضها أسن وهذا هو المشهور في اللغة .

                                                                      قال المنذري : والحسن هو البصري ، والحديث أخرجه النسائي .

                                                                      1349 - ( عن عائشة ) : تقدم هذا الحديث في أول الباب سندا ومتنا ولم يوجد هذا في هذا الموضع إلا في نسخة واحدة مع قول أبي داود .

                                                                      إنما كررت إلخ ، وكان في آخر الحديث هذه العبارة صح لابن دحيم عن الرملي انتهى .

                                                                      يعني من رواية أحمد بن دحيم عن الرملي ، لكن لم ينبه المزي على ذلك ، وكذا ليس في المنذري في هذا المحل ( لأنهم اضطربوا فيه ) : أي في هذا الحديث على هشام بن عروة ، فروى رهيب وابن نمير عن هشام هكذا أي أوتر بخمس لم يجلس إلا في آخرهن وروى مالك وجماعة عن هشام خلاف ذلك وتقدم بعض بيان ذلك في أول الباب ولذا قال بعض العلماء : إن أحاديث الفصل كما رواه مالك أثبت وأكثر طرقا ، إذ هو الذي رواه أكثر الحفاظ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، ورواية أوتر بخمس لم يجلس إلا في آخرهن انفرد بها بعض أهل العراق عن هشام وقد أنكرها مالك وقال منذ صار هشام بالعراق أتانا عنه مالم نعرف .

                                                                      وقال ابن عبد البر : ما حدث به هشام قبل خروجه إلى العراق أصح عند أهل الحديث .

                                                                      قاله الزرقاني في شرح المواهب وقد أجيب عن كلام مالك وابن عبد البر وفيه بحث طويل إن شئت فارجع إلى الشرح والله أعلم [ ص: 169 ] ( أصحابنا ) : أي شيوخنا في الحديث ( لا يرون الركعتين بعد الوتر ) : وتقدم الكلام فيه .



                                                                      الخدمات العلمية