الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب استحباب الترتيل في القراءة

                                                                      1464 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها [ ص: 248 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 248 ] 351 - باب كيف يستحب الترتيل في القراءة ( يقال ) : أي عند دخول الجنة ( لصاحب القرآن ) : أي من يلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرؤه ولا يعمل به ( اقرأ وارتق ) : أي إلى درجات الجنة أو مراتب القرب ( ورتل ) : أي لا تستعجل في قراءتك في الجنة التي هي لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة ( كما كنت ترتل ) : أي في قراءتك ، وفيه إشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية ( في الدنيا ) : من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ( فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ) : وقد ورد في الحديث أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن ، وجاء في حديث " من أهل القرآن فليس فوقه درجة " ، فالقراء يتصاعدون بقدرها . قال الداني : وأجمعوا على أن عدد آي القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد فقيل ومائتا آية وأربع آيات ، وقيل وأربع عشرة ، وقيل وتسع عشرة ، وقيل وخمس وعشرون ، وقيل وست وثلاثون انتهى .

                                                                      ويؤخذ من الحديث أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له .

                                                                      قال الخطابي : جاء في الأثر عداد آي القرآن على قدر درج الجنة ، يقال للقارئ اقرأ وارتق الدرج على قدر ما تقرأ من آي القرآن ، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة ، ومن قرأ جزءا منها كان رقيه من الدرج على قدر ذلك ، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة انتهى .

                                                                      وقال الطيبي : إن الترقي يكون دائما فكما أن قراءته في حال الاختتام استدعت الافتتاح الذي لا انقطاع له كذلك هذه القراءة والترقي في المنازل التي لا تتناهى ، وهذه القراءة لهم كالتسبيح للملائكة لا تشغلهم من مستلذاتهم بل هي أعظمها انتهى .

                                                                      قال بعض العلماء : إن من عمل بالقرآن فكأنه يقرؤه دائما وإن لم يقرأه ، ومن لم يعمل بالقرآن فكأنه لم يقرأه وإن قرأه دائما ، وقد قال الله تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب فمجرد التلاوة والحفظ لا يعتبر اعتبارا يترتب عليه المراتب العلية في الجنة العالية .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح .




                                                                      الخدمات العلمية