الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1543 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي أخبرنا عيسى حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار ومن شر الغنى والفقر [ ص: 296 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 296 ] ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ) : أي فتنة تؤدي إلى النار لئلا يتكرر ويحتمل أن يراد بفتنة النار سؤال الخزنة على سبيل التوبيخ ، وإليه الإشارة بقوله تعالى كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( وعذاب النار ) : أي من أن أكون من أهل النار وهم الكفار فإنهم هم المعذبون ، وأما الموحدون فإنهم مؤدبون ومهذبون بالنار لا معذبون بها ( ومن شر الغنى ) : وهو البطر والطغيان ، وتحصيل المال من الحرام وصرفه في العصيان ، والتفاخر بالمال والجاه ( والفقر ) : هو الحسد على الأغنياء والطمع في أموالهم ، والتذلل بما يدنس العرض ويثلم الدين ، وعدم الرضا بما قسم الله له وغير ذلك مما لا تحمد عاقبته . وقيل الفتنة هنا الابتلاء والامتحان أي من بلاء الغنى وبلاء الفقر أي من الغنى والفقر الذي يكون بلاء ومشقة ، ذكره في المرقاة .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه بنحوه أتم منه .




                                                                      الخدمات العلمية