الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب من روى نصف صاع من قمح

                                                                      1619 حدثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي قالا حدثنا حماد بن زيد عن النعمان بن راشد عن الزهري قال مسدد عن ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه وقال سليمان بن داود عن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع من بر أو قمح على كل اثنين صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى أما غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله تعالى عليه أكثر مما أعطى زاد سليمان في حديثه غني أو فقير [ ص: 15 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 15 ] بفتح القاف : الحنطة .

                                                                      ( العتكي ) : بالعين المهملة المفتوحة ثم التاء الفوقانية المفتوحة منسوب إلى العتك بن أزد ( ثعلبة بن أبي صعير ) : أو ابن صعير بمهملتين مصغر العذري بضم المهملة وسكون المعجمة ، ويقال ثعلبة بن عبد الله بن صعير ، ويقال عبد الله بن ثعلبة بن صعير مختلف في صحبته كذا في التقريب . وقال في حرف العين عبد الله بن ثعلبة بن صعير ويقال ابن أبي صعير له رواية ولم يثبت له سماع انتهى .

                                                                      ( عن أبيه ) : أورد الذهبي في الكاشف : عبد الله بن ثعلبة بن صعير بلا لفظ أبي وكذا أورده المزي في تهذيب الكمال وقال عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، ويقال ابن أبي صعير أبو محمد المدني الشاعر حليف بني زهرة ويقال ثعلبة بن عبد الله بن صعير وأمه من بني زهرة مسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجهه ورأسه زمن الفتح ودعا له ، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أبيه ثعلبة بن صعير وعمر بن الخطاب وعلي وجابر بن عبد الله وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة ( صاع من بر ) : أي الفطرة صاع موصوف بأنه من بر ( أو قمح ) : أي الحنطة شك من الراوي ( أما غنيكم ) : أي فرضها عليه ( فيزكيه الله ) : التزكية بمعنى التطهير أو التنمية أي يطهر حاله وينمي ماله وأعماله بسببها ( وأما فقيركم ) : أي بالإضافة إلى أكابر الأغنياء على مذهب أبي حنيفة ، وأما على مذهب الشافعي فمن ملك صدقة الفطر زيادة على قوت نفسه وعياله ليوم العيد وليلته ( مما أعطاه ) : أي هو المساكين .

                                                                      وفي هذا تسلية لمن يكون قليل المال بوعد العوض والخلف في المال ( في حديثه غني أو فقير ) : أي حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير .

                                                                      قال المنذري : في إسناده النعمان بن راشد [ ص: 16 ] ولا يحتج بحديثه انتهى قلت : ضعفه جماعة قال معاوية عن ابن معين ضعيف ، وقال العباس عنه : ليس بشيء ، وقال أحمد : مضطرب الحديث ، وقال البخاري : في حديثه وهم كثير وهو في الأصل صدوق ، والله أعلم .

                                                                      والحديث أخرجه الدارقطني من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل ، عن حماد بن زيد عن النعمان بن راشد به مرفوعا أدوا صدقة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو نصف صاع من بر الحديث ، ثم أخرجه عن يزيد بن هارون حدثنا حماد بن زيد عن النعمان بن راشد به مرفوعا بلفظ أدوا عن كل إنسان صاعا من بر عن الصغير والكبير الحديث . ثم أخرجه عن سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن النعمان بن راشد عن الزهري عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أدوا صاعا من قمح أو قال من بر عن الصغير والكبير الحديث . ثم أخرج عن خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد بهذا الإسناد مثله ثم أخرجه عن مسدد حدثنا حماد بن زيد بهذا الإسناد : أدوا صدقة الفطر صاعا من بر أو قمح عن كل رأس صغير أو كبير .




                                                                      الخدمات العلمية