الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1830 حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني حدثنا أبو أسامة قال أخبرني عمر بن سويد الثقفي قال حدثتني عائشة بنت طلحة أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حدثتها قالت كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنضمد جباهنا بالسك المطيب عند الإحرام فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهاها

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( فنضمد ) : بفتح الضاد المعجمة وتشديد الميم المكسورة أي نلطخ ( جباهنا ) : بكسر الجيم ، والجبهة من الإنسان تجمع على جباه مثل كلبة وكلاب . قال الأصمعي : هي موضع السجود ( بالسك ) : بضم السين المهملة وتشديد الكاف وهو نوع من الطيب معروف . ( فإذا عرقت ) : بكسر الراء ( فلا ينهاها ) : وسكوته - صلى الله عليه وآله وسلم - يدل على الجواز ؛ لأنه لا يسكت على باطل . في رواية أحمد بن حنبل من حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ادهن بزيت غير مقتت وهو محرم . في القاموس : زيت مقتت طبخ فيه الرياحين أو خلط بأدهان طيبة . وفيه دليل على جواز الادهان بالزيت الذي لم يخلط بشيء من الطيب ، للمحرم وقد قال ابن المنذر : أنه أجمع العلماء على أنه يجوز للمحرم أن يأكل الزيت والشحم والسمن والشيرج ، وأن يستعمل ذلك في جميع بدنه سوى رأسه ولحيته . قال : أجمعوا على أن الطيب لا يجوز استعماله في بدنه ، وفرقوا بين الطيب والزيت في هذا . واستدل المؤلف بحديث عائشة على أن الطيب الباقي على الثوب قبل الإحرام لا يضر لبسه بعد الإحرام .




                                                                      الخدمات العلمية