الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2036 حدثنا محمد بن العلاء أن زيد بن الحباب حدثهم حدثنا سليمان بن كنانة مولى عثمان بن عفان أخبرنا عبد الله بن أبي سفيان عن عدي بن زيد قال حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريدا بريدا لا يخبط شجره ولا يعضد إلا ما يساق به الجمل

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( قال حمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) : وفي المنتقى عن أبي هريرة قال حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين لابتي المدينة وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى " متفق عليه . ولفظ مسلم من حديث أبي هريرة قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتي المدينة قال أبو هريرة : فلو وجدت الظباء ما بين لابتيها ما ذعرتها ، وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى انتهى .

                                                                      والضمير في قوله " جعل " راجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يدل على ذلك حديث عدي بن زيد الجذامي هذا ، فهذا الحديث مثل ما في الصحيحين لأن البريد أربعة فراسخ والفرسخ ثلاثة أميال ، وهذان الحديثان فيهما التصريح بمقدار حرم المدينة . قال أهل اللغة : اللابتان الحرتان واحدتهما لابة بتخفيف الموحدة وهي الحرة والحرة الحجارة السود ، وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما .

                                                                      ومعنى الحديث أنه حمى المدينة من كل جانب أي الشرق والغرب والجنوب والشمال أربعة برد وهي اثنا عشر ميلا فصار في كل ناحية ثلاثة أميال .

                                                                      ( لا يخبط ) : بصيغة المجهول الخبط ضرب الشجر ليسقط ورقه ( ولا يعضد ) : بصيغة المجهول أي لا يقطع والعضد القطع ( إلا ما يساق به ) : من السوق يقال سقت الدابة أسوقها سوقا أي ما يكون علفا للجمل على قدر الضرورة فيساق به الجمل للرعي .

                                                                      قال المنذري : في إسناده سليمان بن كنانة سئل عنه أبو حاتم الرازي فقال لا أعرفه ، ولم يذكره البخاري في تاريخه ، وفي إسناده أيضا عبد الله بن أبي سفيان وهو في معنى المجهول .




                                                                      الخدمات العلمية