الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2924 حدثنا أحمد بن محمد حدثنا علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس والذين آمنوا وهاجروا والذين آمنوا ولم يهاجروا فكان الأعرابي لا يرث المهاجر ولا يرثه المهاجر فنسختها فقال وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( والذين آمنوا وهاجروا إلخ ) : أشار ابن عباس إلى قوله تعالى الذي في الأنفال وتمام الآية هكذا إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله يعني إن الذين آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وصدقوا بما جاءهم به ، وهاجروا يعني وهجروا ديارهم وقومهم في ذات الله عز وجل وهم المهاجرون الأولون والذين آووا ونصروا : يعني آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه من المهاجرين وأسكنوهم [ ص: 112 ] منازلهم ، ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الأنصار ( أولئك ) : يعني المهاجرين والأنصار بعضهم أولياء بعض : يعني في العون والنصر دون أقربائهم من الكفار . وقال ابن عباس أي يتولى بعضهم بعضا في الميراث وكانوا يتوارثون بالهجرة وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون أقربائهم وذوي أرحامهم ، وكان من آمن ولم يهاجر لا يرث من قريبه المهاجر حتى كان فتح مكة وانقطعت الهجرة فتوارثوا بالأرحام حيثما كانوا فصار ذلك منسوخا بقوله تعالى وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله كذا في الخازن والذين آمنوا ولم يهاجروا : يعني آمنوا وأقاموا بمكة ما لكم من ولايتهم : أي من توليهم في الميراث . قاله النسفي . وفي - السمين الولاية بالفتح معناه الموالاة في الدين وهي النصرة . انتهى . وفي تفسير الخطيب ما لكم من ولايتهم من شيء أي فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة من شيء حتى يهاجروا : إلى المدينة ، فكان لا يرث المؤمن الذي لم يهاجر ممن آمن وهاجر .

                                                                      قال المنذري : وفي إسناده علي بن الحسين بن واقد وفيه مقال .




                                                                      الخدمات العلمية