الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الشركة

                                                                      3383 حدثنا محمد بن سليمان المصيصي حدثنا محمد بن الزبرقان عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن أبي هريرة رفعه قال إن الله يقول أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما

                                                                      التالي السابق


                                                                      27 - باب في الشركة

                                                                      بكسر الشين وسكون الراء . وذكر صاحب الفتح فيها أربع لغات : فتح الشين وكسر الراء وكسر الشين وسكون الراء وقد تحذف الهاء وقد يفتح أوله مع ذلك وهي لغة الاختلاط ، وشرعا : ثبوت الحق في شيء لاثنين فأكثر على جهة الشيوع ، وقد تحدث الشركة قهرا كالإرث أو باختيار كالشراء .

                                                                      ( عن أبي حيان التيمي عن أبيه إلخ ) : قال الزركشي في تخريج أحاديث الرافعي : هذا الحديث صححه الحاكم وأعله ابن القطان بالجهل بحال سعيد بن حيان والد أبي حيان ، فإنه لا يعرف له حال ولا يعرف روى عنه غير ابنه .

                                                                      وقال الحافظ ابن حجر : ذكره ابن حبان في الثقات ، وذكره أنه روى عنه أيضا الحارث بن يزيد كذا في مرقاة الصعود .

                                                                      قلت : اسم أبي حيان يحيى بن سعيد بن حيان . قال في التقريب : ثقة عابد وأبوه سعيد بن حيان التيمي وثقه العجلي كما في التقريب ( أنا ثالث الشريكين ) : أي معهما بالحفظ والبركة أحفظ أموالهما وأعطيهما الرزق والخير في معاملتهما ( خرجت من بينهم ) : وفي بعض النسخ " من بينهما " بالتثنية وهو الظاهر ، أي زالت البركة بإخراج الحفظ عنهما .

                                                                      [ ص: 186 ] وزاد رزين " وجاء الشيطان " أي ودخل بينهما وصار ثالثهما .

                                                                      قال الطيبي رحمه الله : الشركة عبارة عن اختلاط أموال بعضهم ببعض بحيث لا يتميز ، وشركة الله تعالى إياهما على الاستعارة ، كأنه تعالى جعل البركة والفضل والربح بمنزلة المال المخلوط ، فسمى ذاته تعالى ثالثهما ، وجعل خيانة الشيطان ومحقه البركة بمنزلة المخلوط وجعله ثالثهما ، وقوله خرجت من بينهما ترشيح الاستعارة .

                                                                      وفيه استحباب الشركة فإن البركة منصبة من الله تعالى فيها بخلاف ما إذا كان منفردا ، لأن كل واحد من الشريكين ، يسعى في غبطة صاحبه ، وأن الله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم . والحديث سكت عنه المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية