الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3474 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده ورجل حلف على سلعة بعد العصر يعني كاذبا ورجل بايع إماما فإن أعطاه وفى له وإن لم يعطه لم يف له حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش بإسناده ومعناه قال ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وقال في السلعة بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه الآخر فأخذها

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( لا يكلمهم الله ) : أي كلام الرضا دون كلام الملازمة . قاله القاري .

                                                                      ( فضل ماء ) أي زائدا عن حاجته . وفي رواية للبخاري رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه ( بعد العصر ) : إنما خص به لأن الأيمان المغلظة تقع فيه وقيل لأنه وقت الرجوع إلى أهله بغير ربح فحلف كاذبا بالربح وقيل ذكره لشرف الوقت فيكون اليمين الكاذبة في تلك الساعة أغلظ وأشنع ، ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقعد للحكومة بعد العصر . قاله القاري . وقال القسطلاني : ليس بقيد بل خرج مخرج الغالب لأن الغالب أن مثله كان يقع في آخر النهار حيث يريدون الفراغ من معاملتهم . نعم يحتمل أن يكون تخصيص العصر لكونه وقت ارتفاع الأعمال ( يعني كاذبا ) : تفسير من بعض الرواة ( بايع إماما ) : أي عاقد الإمام الأعظم ولا يبايعه إلا لدنيا كما في رواية البخاري ( فإن أعطاه إلخ ) : الفاء تفسيرية .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه .

                                                                      ( ولا يزكيهم ) : أي لا يطهرهم ( ولهم عذاب أليم ) : أي مؤلم ( بالله لقد أعطي بها ) : أي بالسلعة . وضبط أعطى في بعض النسخ بصيغة المعلوم والظاهر أن يكون بصيغة [ ص: 291 ] المجهول ( كذا وكذا ) : أي من الثمن ( وأخذها ) : أي اشترى السلعة بالثمن الذي حلف أنه أعطيه اعتمادا على حلفه .




                                                                      الخدمات العلمية