الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3527 حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير أن عمر بن الخطاب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة إلخ ) : هذا الحديث وقع في بعض النسخ وأكثرها خالية عنه ، وليس في نسخة المنذري أيضا ، ولكنه قد كتب في هامشها : وقال الكاتب في آخره قال في الأم المنقول منها ما لفظه صح من نسخة السماع انتهى .

                                                                      قلت : الحديث ليس من رواية اللؤلئي إنما هو من رواية ابن داسة . قال المزي في الأطراف : أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله الجبلي عن عمرو لم يدركه حديث إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء أخرجه أبو داود في البيوع عن زهير بن حرب [ ص: 352 ] وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن جرير عن عمارة بن القعقاع عنه به ، لم يذكره أبو القاسم وهو في رواية أبي بكر بن داسة . انتهى كلام المزي .

                                                                      وأورد هذا الحديث الإمام الخطابي في معالم السنن لأنه شرح على رواية ابن داسة .

                                                                      وذكره المنذري في كتاب " الترغيب " في باب : الحب في الله تعالى ، واقتصر بعد إيراد الحديث على قوله : أخرجه أبو داود انتهى ، لكن الحديث ليس له مناسبة بباب الرهن ، ولذا قال الخطابي في معالم السنن : ذكر أبو داود في هذا الباب حديثا لا يدخل في أبواب الرهن ثم ذكر الخطابي الحديث ( تخبرنا ) : بصيغة الخطاب وفي معالم السنن والترغيب " فخبرنا " بصيغة الأمر ( هم قوم تحابوا بروح الله ) : قال الخطابي : فسروه القرآن وعلى هذا يتأول قوله عز وجل وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا سماه روحا والله أعلم لأن القلوب تحيا به كما يكون حياة النفوس والأبدان بالأرواح انتهى . وقال في المجمع : بضم الراء أي بالقرآن ومتابعته ، وقيل أراد به المحبة أي يتحابون بما أوقع الله في قلوبهم من المحبة الخالصة لله تعالى ( إن وجوههم لنور ) : أي منورة أو ذات نور ( لعلى نور ) : أي على منابر نور .




                                                                      الخدمات العلمية