الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3666 حدثنا مسدد حدثنا جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد عن العلاء بن بشير المزني عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري وقارئ يقرأ علينا إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت القارئ فسلم ثم قال ما كنتم تصنعون قلنا يا رسول الله إنه كان قارئ لنا يقرأ علينا فكنا نستمع إلى كتاب الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا ليعدل بنفسه فينا ثم قال بيده هكذا فتحلقوا وبرزت وجوههم له قال فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم أحدا غيري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمس مائة سنة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( سكت القارئ فسلم ) أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه أنه لا يسلم على قارئ القرآن وقت قراءته ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما سلم عليهم إلا إذا سكت القارئ ( قال ) أبو سعدي ( من ) مفعول لجعل ( أمرت أن أصبر نفسي معهم ) أي : أحبس نفسي معهم إشارة إلى قوله تعالى : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ( قال ) أبو سعيد ( ليعدل ) أي : ليسوي ( بنفسه ) أي : نفسه الكريمة بجلوسه ( فينا ) قال في مجمع البحار : أي : يسوي نفسه ويجعلها عديلة مماثلة لنا بجلوسه فينا تواضعا ورغبة فيما نحن فيه ، انتهى .

                                                                      وقيل : معناه أي : جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وسط الحلقة ليسوي بنفسه الشريفة جماعتنا ليكون [ ص: 81 ] القرب من النبي - صلى الله عليه وسلم - لكل رجل منا سواء أو قريبا من السواء ، يقال : عدل فلان بفلان سوى بينهما وعدل الشيء أي : أقامه من باب ضرب ( ثم قال ) أي : أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - ( له ) أي : للنبي - صلى الله عليه وسلم - ( قال ) أبو سعيد ( أبشروا ) إلى آخره هو محل الترجمة لأنه الموعظة ( صعاليك ) جمع صعلوك وهو فقير لا مال له ولا اعتماد ولا احتمال ، قاله في مجمع البحار ( وذلك ) أي : نصف يوم .

                                                                      قال المنذري : في إسناده المعلى بن زياد أبو الحسن وفيه مقال . وقد أخرج الترمذي وابن ماجه من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم وقال الترمذي حسن صحيح ، وفي لفظ الترمذي : يدخل فقراء المسلمين .

                                                                      ولفظ ابن ماجه : " فقراء المسلمين " .

                                                                      وأخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا فيجمع بينهما بأن فقراء المهاجرين يسبقون إلى الجنة مثل فقراء المسلمين بهذه لما لهم من فضل الهجرة وكونهم تركوا أموالهم بمكة رغبة فيما عند الله عز وجل .

                                                                      وقد أخرج الترمذي وابن ماجه أن فقراء المهاجرين يدخلون قبل أغنيائهم بخمسمائة عام .

                                                                      وأخرج الترمذي : يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا غير أن هذين الحديثين لا يثبتان والله أعلم ، انتهى كلام المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية