الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3766 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن أبي حذيفة عن حذيفة قال كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما لم يضع أحدنا يده حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا حضرنا معه طعاما فجاء أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم جاءت جارية كأنما تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها وقال إن الشيطان ليستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذا الأعرابي يستحل به فأخذت بيده وجاء بهذه الجارية يستحل بها فأخذت بيدها فوالذي نفسي بيده إن يده لفي يدي مع أيديهما [ ص: 191 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 191 ] ( لم يضع أحدنا يده ) أي : في الطعام ( حتى يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) فيه بيان هذا الأدب ، وهو أنه يبدأ الكبير والفاضل في غسل اليد للطعام وفي الأكل ( كأنما يدفع ) بصيغة المجهول يعني لشدة سرعته كأنه مدفوع ( فذهب ) أي : أراد الأعرابي وشرع ( ليضع يده في الطعام ) أي : قبلنا ( ثم جاءت جارية ) أي : بنت صغيرة ( إن الشيطان ليستحل الطعام ) أي : يتمكن من أكل ذلك الطعام ، والمعنى أنه يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى ، وأما إذا لم يشرع فيه أحد فلا يتمكن وإن كان جماعة ، فذكر اسم الله بعضهم دون بعض لم يتمكن منه ، قاله النووي ( إن يده لفي يدي مع أيديهما ) أي : إن يد الشيطان مع يد الرجل والجارية في يدي . قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية