الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3900 حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري أن رهطا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها فنزلوا بحي من أحياء العرب فقال بعضهم إن سيدنا لدغ فهل عند أحد منكم شيء ينفع صاحبنا فقال رجل من القوم نعم والله إني لأرقي ولكن استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا ما أنا براق حتى تجعلوا لي جعلا فجعلوا له قطيعا من الشاء فأتاه فقرأ عليه أم الكتاب ويتفل حتى برأ كأنما أنشط من عقال قال فأوفاهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقالوا اقتسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنستأمره فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أين علمتم أنها رقية أحسنتم اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم [ ص: 313 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 313 ] ( عن أبي بشر ) بكسر الموحدة هو جعفر بن أبي وحشية ( عن أبي المتوكل ) علي بن داود ( أن رهطا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ) كانوا في سرية وكانوا ثلاثين رجلا كما في رواية الترمذي وابن ماجه ( بحي من أحياء العرب ) فاستضافوهم فلم يضيفوهم فبينما هم كذلك ( فقال بعضهم ) أي : من ذلك الحي ( إن سيدنا لدغ ) بصيغة المجهول أي : ضربته العقرب بذنبها ( فقال رجل من القوم ) هو أبو سعيد الخدري أبهم نفسه في هذه الرواية ( استضفناكم ) أي : طلبنا منكم الضيافة ( فأبيتم ) أي : امتنعتم ( أن تضيفونا ) من التفعيل ( تجعلوا لي جعلا ) بضم الجيم وسكون العين المهملة أجرا على ذلك قاله القسطلاني . وفي الكرماني : الجعل بضم الجيم ما يجعل للإنسان من المال على فعل ( قطيعا ) أي : طائفة ( من الشاء ) جمع شاة وكانت ثلاثين رأسا ( ويتفل ) وفي رواية للبخاري ويجمع بزاقه أي : في فيه ويتفل ( حتى برأ ) سيد أولئك ( كأنما أنشط من عقال ) أي : أخرج من قيد ( فأوفاهم ) أي : أوفى ذلك الحي للصحابة ( جعلهم ) بضم الجيم هو المفعول الثاني لأوفى ( الذي صالحوهم عليه ) وهو ثلاثون رأسا من الشاء ( فقالوا ) أي : بعض الصحابة لبعضهم ( اقتسموا ) الشاء ( فقال الذي رقى ) هو أبو سعيد ( من أين علمتم ) وفي رواية البخاري : وما أدراك ( أنها ) أي : فاتحة الكتاب ( أحسنتم ) وعند البخاري خذوها ( معكم بسهم ) كأنه أراد المبالغة في تصويبه إياهم . وفيه جواز الرقية وبه قالت الأئمة الأربعة وفيه جواز أخذ الأجرة . قاله العيني .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه .




                                                                      الخدمات العلمية