الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في المحافظة على وقت الصلوات

                                                                      425 حدثنا محمد بن حرب الواسطي حدثنا يزيد يعني ابن هارون حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن الصنابحي قال زعم أبو محمد أن الوتر واجب فقال عبادة بن الصامت كذب أبو محمد أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات افترضهن الله تعالى من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه

                                                                      التالي السابق


                                                                      باب المحافظة على الصلوات

                                                                      ( كذب أبو محمد ) قال الخطابي يريد أخطأ أبو محمد ، ولم يرد به تعمد الكذب الذي هو ضد الصدق لأن الكذب إنما يجري في الإخبار وأبو محمد هذا إنما أفتى فتيا ورأى رأيا فأخطأ فيما أفتى به وهو رجل من الأنصار له صحبة والكذب عليه في الإخبار غير جائز ، والعرب تضع الكذب موضع الخطأ في كلامها فتقول : كذب سمعي [ ص: 73 ] وكذب بصري ، ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : للرجل الذي وصف له العسل : صدق الله وكذب بطن أخيك وإنما أنكر عبادة أن يكون الوتر واجبا وجوب فرض كالصلوات الخمس دون أن يكون واجبا في السنة ، ولذلك استشهد بذكر الصلوات الخمس المفروضات في اليوم والليلة ( خمس صلوات ) مبتدأ ( افترضهن الله عز وجل ) خبره ( من أحسن وضوءهن ) بمراعاة فرائضها وسننها ( وصلاهن لوقتهن ) أي في أوقاتهن المختارة ( وأتم ركوعهن ) بشرطه وسننه الفعلية والقولية ( وخشوعهن ) قال ابن الملك : الخشوع : حضور القلب وطمأنينة القلب ( على الله عهد ) أي وعد والعهد حفظ الشيء ومراعاته سمي ما كان من الله تعالى على طريقة المجازاة لعباده عهدا ( ومن لم يفعل ) أي مطلقا أو ترك الإحسان ( غفر له ) فضلا ( عذبه ) عدلا . والحديث رواه أحمد ، وروى مالك والنسائي نحوه .




                                                                      الخدمات العلمية