الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4206 حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عبيد الله يعني ابن إياد قال حدثنا إياد عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو ذو وفرة بها ردع حناء وعليه بردان أخضران حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن إدريس قال سمعت ابن أبجر عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة في هذا الخبر قال فقال له أبي أرني هذا الذي بظهرك فإني رجل طبيب قال الله الطبيب بل أنت رجل رفيق طبيبها الذي خلقها

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( يعني ابن إياد ) : بكسر أوله ( عن أبي رمثة ) : بكسر أوله وسكون الميم بعدها مثلثة ( فإذا هو ) : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذو وفرة ) : هي شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن ( بها ) : أي بالوفرة ( ردع حناء ) : بفتح الراء المهملة وسكون الدال المهملة بعدها عين مهملة أي لطخ حناء يقال به ردع من دم أو زعفران ، وعند أحمد في مسنده : وعليه بردان أخضران وشيبه أحمر ، وفي رواية له : ورأيت الشيب أحمر . والحديث سكت عنه المنذري . ( فقال له ) : أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( أرني ) : أمر من الإراءة ( هذا الذي بظهرك ) : المشار إليه هو خاتم النبوة الذي كان بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم مثل زر الحجلة ولم يعرف أبو [ ص: 204 ] أبي رمثة أنه خاتم النبوة ولذا قال ما قال ( قال ) : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الله الطبيب ) : مبتدأ وخبر ( بل أنت رجل رفيق ) : أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه والله هو يبرئه ويعافيه ( طبيبها ) : مبتدأ ( الذي خلقها ) : خبر .

                                                                      وفي مسند أحمد قال : انطلقت مع أبي وأنا غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال له أبي إني رجل طبيب فأرني هذه السلعة التي بظهرك قال وما تصنع بها؟ قال أقطعها ، قال لست بطبيب ، ولكنك رفيق ، طبيبها الذي وضعها .

                                                                      وفي رواية له فقلت له يا نبي الله إني رجل طبيب من أهل بيت أطباء فأرني ظهرك فإن تكن سلعة أبطها وإن تك غير ذلك أخبرتك فإنه ليس من إنسان أعلم مني ، قال طبيبها الله .

                                                                      وفي رواية أخرى له : فقلت يا رسول الله إني رجل طبيب وإن أبي كان طبيبا وإنا أهل بيت طب والله ما يخفى علينا من الجسد عرق ولا عظم ، فأرني هذه التي على كتفك فإن كانت سلعة قطعتها ثم داويتها ، قال لا طبيبها الله . ثم قال : من هذا الذي معك ؟ قلت ابني ، قال : ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي مختصرا ومطولا ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد أبو رمثة التيمي اسمه حبيب بن حيان ويقال اسمه رفاعة بن يثربي هذا آخر كلامه .

                                                                      وقد قيل في اسمه غير ذلك وقوله التيمي يريد تيم الرباب .

                                                                      وذكر أبو موسى الأصبهاني حديث أبي رمثة وفيه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر مخضوب بالحناء والكتم قال وهذا حديث ثابت رواه الثوري وغير واحد عن إياد ، وقد قيل إن أبا رمثة هذا تميمي من ولد امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم .




                                                                      الخدمات العلمية