الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4255 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثني يونس عن ابن شهاب قال حدثني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قيل يا رسول الله أية هو قال القتل القتل

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( يتقارب الزمان ) : قد يراد به اقتراب الساعة أو تقارب أهل الزمان بعضهم من بعض في الشر والفتنة أو قصر أعمار أهله أو قرب مدة الأيام والليالي حتى تكون السنة كالشهر .

                                                                      قال الإمام أبو سليمان الخطابي : معناه قصر زمان الأعمار وقلة البركة فيها ، وقيل هو دنو زمان الساعة ، وقيل قصر مدة هذه الأيام والليالي على ما روي أن الزمان يتقارب حتى يكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السفعة انتهى .

                                                                      قال البيضاوي : يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان تسارع الدول إلى الانقضاء والقرون إلى الانقراض ، فيتقارب زمانهم وتتدانى أيامهم .

                                                                      وقال ابن بطال : معناه والله أعلم تقارب أحواله في أهله في قلة الدين حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر لغلبة الفسق وظهور أهله ( وينقص العلم ) : أي في ذلك الزمان بموت العلماء الأعيان ( وتظهر الفتن ) : أي ويترتب عليها المحن ( ويلقى الشح ) : في قلوب أهله أي على اختلاف أحوالهم حتى يبخل العالم بعلمه والصانع بصنعته والغني بماله ، وليس المراد وجود أصل الشح لأنه موجود في جبلة الإنسان إلا من حفظه الله ، ولذا قال تعالى : 64 16 16 ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( ويكثر الهرج ) : بفتح الهاء وسكون الراء وبالجيم ( أية هو ) : أي الهرج أي شيء ( قال ) : : أي النبي صلى الله عليه وسلم . قال المزي : والحديث أخرجه البخاري في الأدب وفي الفتن ، ومسلم في القدر ، وأبو داود في الفتن . [ ص: 260 ]




                                                                      الخدمات العلمية