الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في بناء المساجد

                                                                      448 حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أخبرنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت بتشييد المساجد قال ابن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى [ ص: 90 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 90 ] باب في بناء المساجد

                                                                      ( ما ) نافية ( أمرت ) بصيغة المجهول ( بتشييد المساجد ) قال الخطابي : التشييد رفع البناء وتطويله ( قال ابن عباس ) هكذا رواه ابن حبان موقوفا ، وقبله أيضا حديث ابن عباس لكنه مرفوع . وظن الطيبي في شرح المشكاة أنهما حديث واحد . قاله الشوكاني في النيل ( لتزخرفنها ) بفتح اللام وهي لام القسم وبضم المثناة وفتح الزاء وسكون الخاء المعجمة وضم الفاء وتشديد النون وهي نون التأكيد . والزخرفة الزينة ، وأصل الزخرف الذهب ثم استعمل في كل ما يتزين به . قاله علي القاري . وقال الحافظ : وهذا يعني فتح اللام وهو المعتمد . انتهى . قال الخطابي : معنى قوله لتزخرفنها : لتزيننها . أصل الزخرف الذهب يريد تمويه المساجد بالذهب ونحوه ، ومنه قولهم : زخرف الرجل كلامه إذا موهه وزينه بالباطل . والمعنى أن اليهود والنصارى إنما زخرفوا المساجد عندما حرفوا وبدلوا وتركوا العمل بما في كتبهم ، يقول : فأنتم تصيرون إلى مثل حالها إذا طلبتم الدنيا بالدين وتركتم الإخلاص في العمل ، وصار أمركم إلى المراءات بالمساجد والمباهاة في تشييدها وتزيينها ( كما زخرفت اليهود والنصارى ) قال علي القاري : وهذا بدعة لأنه لم يفعله عليه السلام ، وفيه موافقة أهل الكتاب . وفي النهاية : الزخرف النقوش والتصاوير بالذهب .




                                                                      الخدمات العلمية