الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4447 حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي قد حمم وجهه وهو يطاف به فناشدهم ما حد الزاني في كتابهم قال فأحالوه على رجل منهم فنشده النبي صلى الله عليه وسلم ما حد الزاني في كتابكم فقال الرجم ولكن ظهر الزنا في أشرافنا فكرهنا أن يترك الشريف ويقام على من دونه فوضعنا هذا عنا فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم ثم قال اللهم إني أول من أحيا ما أماتوا من كتابك [ ص: 104 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 104 ] ( حدثنا مسدد أخبرنا عبد الواحد بن زياد إلخ ) : هذا الحديث ليس في نسخة اللؤلؤي ولذا لم يذكره المنذري قال في الأطراف : حديث مسدد في رواية أبي سعيد بن الأعرابي وأبي بكر بن داسة ولم يذكره أبو القاسم ( قد حمم وجهه ) : من التحميم أي سود وجهه بالحمم بضم الحاء وفتح الميم وهو الفحم ( فناشدهم ) : أي سألهم وأقسم عليهم ( ما حد الزاني في كتابهم ) : قال النووي : قال العلماء هذا السؤال ليس لتقليدهم ولا لمعرفة الحكم منهم فإنما هو لإلزامهم بما يعتقدونه في كتابهم ولعله صلى الله عليه وسلم قد أوحي إليه أن الرجم في التوراة الموجودة في أيديهم لم يغيروه أو أخبره من أسلم منهم ( على رجل منهم ) : وهو عبد الله بن صوريا ( فنشده ) : أي فسأله ( فكرهنا أن نترك الشريف ) : أي لم نقم عليه الحد ( فوضعنا هذا عنا ) : أي أسقطنا الرجم عنا ( اللهم ) : أصله يا الله حذفت ياء حرف النداء وعوض منها الميم المشددة ( إني أول من أحيا ما أماتوا من كتابك ) : أي أول من أظهر وأشاع ما تركوا من كتابك التوراة من حكم الرجم .




                                                                      الخدمات العلمية