الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4605 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل وعبد الله بن محمد النفيلي قالا حدثنا سفيان عن أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه [ ص: 279 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 279 ] ( لا ألفين ) : أي لا أجدن من ألفيته وجدته ( متكئا ) : حال ( على أريكته ) : أي سريره المزين ( يأتيه الأمر ) : أي الشأن من شئون الدين ( من أمري ) : بيان الأمر ، وقيل اللازم في الأمر زائدة ومعناه أمر من أمري ( مما أمرت به أو نهيت عنه ) : بيان أمري ( لا ندري ) : أي لا نعلم غير القرآن ولا أتبع غيره ( ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) : ما موصولة أي الذي وجدناه في القرآن اتبعناه وعملنا به . ولقد ظهرت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ووقع بما أخبر به ، فإن رجلا خرج من الفنجاب من إقليم الهند وانتسب نفسه بأهل القرآن وشتان بينه وبين أهل القرآن بل هو من أهل الإلحاد والمرتدين ، وكان قبل ذلك من الصالحين فأضله الشيطان وأغواه وأبعده عن الصراط المستقيم ، فتفوه بما لا يتكلم به أهل الإسلام ، فأطال لسانه في إهانة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورد الأحاديث الصحيحة بأسرها وقال هذه كلها مكذوبة ومفتريات على الله تعالى ، وإنما يجب العمل على القرآن العظيم فقط دون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت صحيحة متواترة ، ومن عمل على غير القرآن فهو داخل تحت قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون : وغير ذلك من أقواله الكفرية ، وتبعه على ذلك كثير من الجهال وجعله إماما ، وقد أفتى علماء العصر بكفره وإلحاده وخروجه عن دائرة الإسلام ، والأمر كما قالوا والله أعلم . وأيضا في الحديثين توبيخ من غضب عظيم على من ترك السنة استغناء عنها بالكتاب فكيف بمن رجح الرأي عليها أو قال لا علي أن أعمل بها فإن لي مذهبا أتبعه .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي حسن ، وذكر أن بعضهم رواه مرسلا .




                                                                      الخدمات العلمية