الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      479 حدثنا سليمان بن داود حدثنا حماد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوما إذ رأى نخامة في قبلة المسجد فتغيظ على الناس ثم حكها قال وأحسبه قال فدعا بزعفران فلطخه به وقال إن الله قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبزق بين يديه قال أبو داود رواه إسمعيل وعبد الوارث عن أيوب عن نافع ومالك وعبيد الله وموسى بن عقبة عن نافع نحو حماد إلا أنه لم يذكروا الزعفران ورواه معمر عن أيوب وأثبت الزعفران فيه وذكر يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع الخلوق

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( بينما ) قال العيني : يقال بينما وبينا وهما ظرفا زمان بمعنى المفاجأة . ويضافان إلى جملة من فعل وفاعل مبتدأ وخبر . ويحتاجان إلى جواب يتم به المعنى ، والأفصح في جوابهما أن لا يكون فيه إذ وإذا وقد جاءا كثيرا تقول بينا زيد جالس دخل عليه عمرو ، وإذ دخل عليه عمرو ، وإذا دخل عليه ، وبينا أصله بين فأشبعت الفتحة فصارت ألفا . قلت : قد جاء لفظ بينما وبينا في الحديث كثيرا وما وقع جوابهما بغير إذ وإذا ( في [ ص: 109 ] قبلة المسجد ) أي في جهة قبلة المسجد ( فتغيظ ) أي غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثم حكها ) أي قشر النخامة ( قال وأحسبه ) أي قال حماد أظن أيوب قال هذه الجملة الآتية ( قال ) عبد الله بن عمر ( فدعا ) أي طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بزعفران ) هو طيب معروف ( فلطخه به ) أي لوث النبي صلى الله عليه وسلم موضع النخامة بالزعفران . قال الحافظ في الفتح وقال الإسماعيلي في روايته من طريق شيخ البخاري وفيه قال : وأحسبه دعا بزعفران فلطخه به زاد عبد الرزاق عن معمر عن أيوب فلذلك صنع الزعفران في المساجد ( قبل وجه أحدكم ) هو بكسر القاف وفتح الباء أي جهة وجه أحدكم ، وهذا على سبيل التشبيه أي كأن الله تعالى في مقابل وجهه . وقال النووي فإن الله قبل وجهه أي الجهة التي عظمها الله ، وقيل فإن قبلة الله ، وقيل ثوابه ونحو هذا فلا يقابل هذه الجهة بالبصاق الذي هو الاستخفاف بمن يبزق إليه وتحقيره . وفيه دليل على جواز جعل الخلوق والزعفران في المساجد . قال المنذري : والحديث أخرجه البخاري ومسلم .




                                                                      الخدمات العلمية