الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4748 حدثنا عاصم بن النضر قال حدثنا المعتمر قال سمعت أبي قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال لما عرج بنبي الله صلى الله عليه وسلم في الجنة أو كما قال عرض له نهر حافتاه الياقوت المجيب أو قال المجوف فضرب الملك الذي معه يده فاستخرج مسكا فقال محمد صلى الله عليه وسلم للملك الذي معه ما هذا قال الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل [ ص: 70 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 70 ] ( لما عرج نبي الله ) وفي بعض النسخ بنبي الله بزيادة الباء ( عرض ) بصيغة المجهول ( حافتاه ) بفتح الفاء أي جانباه وطرفاه ( الياقوت المجيب ) بجيم وبفتح تحتانية مشددة الأجوف .

                                                                      قال الخطابي في المعالم : المجيب هو الأجوف ، وأصله من جبت الشيء إذا قطعته ، فالشيء مجوب ومجيب كما قالوا مشيب ومشوب ، وانقلاب الياء عن الواو في كلامهم كثير ( أو قال المجوف ) شك من الراوي ، والمجوف الذي له جوف وفي وسطه خلاء .

                                                                      وقال ابن الأثير في النهاية في مادة جيب في صفة نهر الجنة : حافتاه الياقوت المجيب الذي جاء في كتاب البخاري اللؤلؤ المجوف ، وهو معروف ، والذي جاء في سنن أبي داود المجيب أو المجوف بالشك ، والذي جاء في معالم السنن المجيب أو المجوب بالباء فيهما على الشك ، قال معناه الأجوف وأصله من جبت الشيء إذا قطعته والشيء مجيب أو مجوب كما قالوا مشيب ومشوب وانقلاب الواو عن الياء كثير في كلامهم ، فأما مجيب مشددا فهو من قولهم جيب يجيب فهو مجيب أي مقور ، وكذلك بالواو . انتهى كلامه .

                                                                      ( فضرب الملك الذي معه ) أي مع النبي صلى الله عليه وسلم - ( يده ) أي في ذلك النهر ( فاستخرج ) أي من طينه كما في بعض الروايات ( هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل ) إشارة إلى قوله تعالى : إنا أعطيناك الكوثر .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي ، وقال الترمذي حسن صحيح .




                                                                      الخدمات العلمية