الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب المستبان

                                                                      4894 حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا فعلى البادي منهما ما لم يعتد المظلوم [ ص: 195 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 195 ] باب في المستبان

                                                                      " 6082 " بتشديد الموحدة تثنية اسم الفاعل من الافتعال أي اللذان يسب كل منهما الآخر .

                                                                      ( المستبان ) : المتشاتمان اللذان يسب كل منهما الآخر . وقوله : المستبان مبتدأ أول ( ما قالا ) : أي إثم قولهما من السب والشتم وهو مبتدأ ثان ( فعلى البادي منهما ) : خبر المبتدأ الثاني أي على الذي بدأ في السب لأنه السبب لتلك المخاصمة قال في اللمعات : أما إثم ما قاله البادي فظاهر ، وأما إثم الآخر فلكونه الذي حمله على السب وظلمه . انتهى .

                                                                      قال القاري : والفاء إما لكون ما شرطية أو لأنها موصولة متضمنة للشرط ( ما لم يعتد المظلوم ) : أي الحد بأن سبه أكثر وأفحش منه أما إذا اعتدى كان إثم ما اعتدى عليه والباقي على البادي كذا في اللمعات . والحاصل إذا سب كل واحد الآخر فإثم ما قالا على الذي بدأ في السب ، وهذا إذا لم يتعد ويتجاوز المظلوم الحد ، والله أعلم .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي .




                                                                      الخدمات العلمية