الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4956 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما اسمك قال حزن قال أنت سهل قال لا السهل يوطأ ويمتهن قال سعيد فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة قال أبو داود وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب فسماه هشاما وسمى حربا سلما وسمى المضطجع المنبعث وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة وشعب الضلالة سماه شعب الهدى وبنو الزنية سماهم بني الرشدة وسمى بني مغوية بني رشدة قال أبو داود تركت أسانيدها للاختصار

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( قال حزن ) : بفتح المهملة وسكون الزاي أي اسمي حزن .

                                                                      قال في القاموس : الحزن ما غلظ من الأرض ، والسهل من الأرض ضد الحزن . انتهى .

                                                                      قال الحافظ : واستعمل في الخلق يقال في فلان حزونة أي في خلقه غلظة وقساوة [ ص: 243 ] ( قال لا ) : وفي رواية البخاري لا أغير اسما سمانيه أبي ( السهل يوطأ ) : أي يداس بالأقدام ( ويمتهن ) : أي يهان ( سيصيبنا بعده حزونة ) : أي صعوبة الخلق على ما ذكره السيوطي .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري وفيه قال ابن المسيب فما زالت الحزونة فينا بعد وجده هو حزن أبي وهب القرشي المخزومي له صحبة .

                                                                      ( قال أبو داود وغير النبي صلى الله عليه وسلم - اسم العاص ) : لأنه من العصيان والمفهوم من القاموس ، أنه معتل العين ، فلعل التغيير لأجل الاشتباه اللفظي ( وعزيز ) لأنه من أسماء الله تعالى ( وعتلة ) بفتحات لأن معناه الغلظة والشدة ( والحكم ) : فإن الله هو الحكم ( وغراب ) : لأن معناه البعد وقيل لأنه أخبث الطيور لوقوعه على الجيف وبحثه عن النجاسات ( وحباب ) : بضم المهملة وبالموحدتين لأنه اسم الشيطان ويقع على الحية أو نوع منها ( وشهاب ) : بكسر الشين لأنه شعلة نار ساقطة .

                                                                      قال القاري : والظاهر أنه إذا أضيف إلى الدين مثلا لا يكون مكروها ( فسماه ) : أي الشهاب ( وأرضا تسمى عفرة ) بفتح عين وكسر فاء وهي من الأرض ما لا تنبت شيئا ، وفي بعض النسخ عقرة بالقاف ( وبنو الزنية ) : بكسر الزاي وسكون النون بمعنى الزنا .




                                                                      الخدمات العلمية