الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      553 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثنا أبي حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أم مكتوم قال يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتسمع حي على الصلاة حي على الفلاح فحي هلا قال أبو داود وكذا رواه القاسم الجرمي عن سفيان ليس في حديثه حي هلا

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( كثيرة الهوام ) أي المؤذيات من العقارب والحيات ( والسباع ) كالذئاب أو الكلاب ( حي على الصلاة حي على الفلاح ) أي الأذان ، وإنما خص اللفظان لما فيهما من معنى الطلب ( فحي هلا ) قال الطيبي : كلمة حث واستعجال وضعت موضع أجب انتهى . وقال ابن الأثير في النهاية : وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة فحي بمعنى أقبل وهلا بمعنى أسرع وفيها لغات انتهى . قال في مرقاة الصعود وفي شرح المفصل : هو اسم من أسماء الأفعال مركب من حي وهل وهما صوتان معناهما الحث والاستعجال وجمع بينهما وسمي بهما للمبالغة وكان الوجه أنه لا ينصرف كحضرموت وبعلبك إلا إن وقع موقع فعل الأمر فبني كصه ومه وفيه لغات ، وتارة يستعمل حي وحده نحو حي على الصلاة وتارة هلا وحدها واستعمال حي وحده أكثر من استعمال هلا وحدها ( وكذا رواه القاسم ) يعني كما روى هذا الحديث زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان كذلك روى هذا الحديث القاسم الجرمي عن سفيان ( ليس في حديثه حي هلا ) يعني إلا أن في حديث القاسم الجرمي لفظ حي هلا ليس بمذكور . قال المنذري : والحديث أخرجه النسائي . قال وقد اختلف على ابن أبي ليلى في هذا الحديث فرواه بعضهم عنه مرسلا .




                                                                      الخدمات العلمية