الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          683 حدثنا هناد حدثنا عبدة والمحاربي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه هذا حديث صحيح قال أبو عيسى حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش حديث غريب لا نعرفه مثل رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر قال وسألت محمد بن إسمعيل عن هذا الحديث فقال حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فذكر الحديث قال محمد وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( من صام رمضان وقامه إيمانا ) أي تصديقا بأنه فرض عليه حق وأنه من أركان الإسلام ومما وعد الله عليه من الثواب والأجر ، قاله السيوطي . وقال الطيبي : نصب على أنه مفعول له أي للإيمان وهو التصديق بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- والاعتقاد بفرضية الصوم ( واحتسابا ) أي طلبا للثواب منه تعالى ، أو إخلاصا ، أي : باعثه على الصوم ما ذكر لا الخوف من الناس ولا الاستحياء منهم ولا قصد السمعة والرياء عنهم ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) قال السيوطي : زاد أحمد في مسنده : وما تأخر ، وهو محمول على الصغائر دون الكبائر ، انتهى ، قال النووي : إن المكفرات إن صادفت السيئات تمحوها إذا كانت صغائر وتخففها إذا كانت كبائر ، وإلا تكون موجبة لرفع الدرجات في الجنات .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه الشيخان ( غريب لا نعرفه إلا من رواية أبي [ ص: 294 ] بكر بن عياش إلخ ) الحديث أخرجه ابن ماجه أيضا . قال الجزري : كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وهذا إسناد صحيح . قال ميرك : وهذا لا يخلو عن تأمل ، فإن أبا بكر بن عياش مختلف فيه . والأكثر على أنه كثير الغلط وهو ضعيف عن الأعمش ولذا قال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من رواية أبي بكر ، ( وسألت محمد بن إسماعيل إلخ ) لكن يفهم من كلام الشيخ ابن حجر العسقلاني أن الحديث المرفوع أخرجه ابن خزيمة والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال : واللفظ لابن خزيمة ، ونحوه للبيهقي من حديث ابن مسعود وقال فيه : فتحت أبواب الجنة فلم يغلق باب منها الشهر كله ، انتهى كلامه . ويقوي رفع الحديث أن مثل هذا لا يقال بالرأي فهو مرفوع حكما ، والله أعلم . تم كلام ميرك ، كذا نقل القاري في المرقاة كلام الجزري وكلام ميرك ، ثم تعقب على ميرك بوجوه لا يخلو بعضها عن كلام .




                                                                                                          الخدمات العلمية