الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          807 حدثنا هناد حدثنا عبد الرحيم عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( من فطر صائما ) قال ابن الملك التفطير جعل أحد مفطرا ، أي من أطعم صائما ، انتهى . قال القاري : أي عند إفطاره ( كان له ) أي لمن فطر ( مثل أجره ) أي الصائم : وقد جاء [ ص: 449 ] في حديث سلمان الفارسي : من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء ، قلنا : يا رسول الله ، ليس كلنا نجد ما نفطر به الصائم ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء ، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة " الحديث رواه البيهقي .

                                                                                                          قال ميرك : ورواه ابن خزيمة في صحيحه وقال : إن صح الخبر ورواه من طريقه البيهقي ، ورواه أبو الشيخ وابن حبان في الثواب باختصار عنهما ، وفي رواية لأبي الشيخ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " من فطر صائما في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل -عليه السلام- يرق قلبه وتكثر دموعه " ، قال فقلت : يا رسول الله ، من لم يكن عنده؟ قال : " فقبضة من طعام " قلت : أفرأيت إن لم يكن عنده ، قال " فشربة من ماء " ، قال المنذري وفي أسانيدهم علي بن زيد بن جدعان ورواه ابن خزيمة والبيهقي أيضا باختصار عنه من حديث أبي هريرة ، وفي إسناده كثير بن زيد ، كذا في المرقاة .

                                                                                                          قلت قال الحافظ في التقريب : علي بن زيد بن جدعان ضعيف وقال في تهذيب التهذيب : قال الترمذي : صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره ، انتهى . فعلي بن زيد هذا ضعيف عند الأكثر صدوق عند الترمذي .

                                                                                                          قوله : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ، ولفظ ابن خزيمة والنسائي : من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم . كذا في الترغيب .




                                                                                                          الخدمات العلمية