الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في رمي يوم النحر ضحى

                                                                                                          894 حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرمي يوم النحر ضحى وأما بعد ذلك فبعد زوال الشمس قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم أنه لا يرمي بعد يوم النحر إلا بعد الزوال

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( يرمي يوم النحر ضحى ) قال العراقي : الرواية فيه بالتنوين على أنه مصروف ، انتهى أي وقت الضحوة من بعد طلوع الشمس إلى ما قبل الزوال ( وأما بعد ذلك ) أي بعد يوم النحر وهو أيام التشريق ( بعد زوال الشمس ) أي فيرمي بعد الزوال ، وفيه دليل على أن السنة أن يرمي الجمار في غير يوم الأضحى بعد الزوال وبه قال الجمهور ، وخالف فيه عطاء وطاوس فقالا يجوز قبل الزوال مطلقا . ورخص الحنفية في الرمي في يوم النفر قبل الزوال .

                                                                                                          وقال إسحاق : إن رمى قبل الزوال أعاد إلا في اليوم الثالث فيجزئه ، كذا في فتح الباري .

                                                                                                          قلت : لا دليل على ما ذهب إليه عطاء وطاوس لا من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا من قوله . وأما ترخيص الحنفية في الرمي في يوم النفر قبل الزوال فاستدلوا عليه بأثر ابن عباس -رضي الله عنه- وهو ضعيف فالمعتمد ما قال به الجمهور . قال في الهداية : وأما اليوم الرابع فيجوز الرمي قبل الزوال عند أبي حنيفة خلافا لهما ومذهبه مروي عن ابن عباس -رضي الله عنه- ، انتهى .

                                                                                                          قال ابن الهمام : أخرج البيهقي عنه : إذا انتفخ النهار من يوم النفر فقد حل الرمي والصدر والانتفاخ الارتفاع ، وفي سنده طلحة بن عمرو ضعفه البيهقي . قال ابن الهمام : ولا شك أن المعتمد في تعيين الوقت للرمي في الأول من أول النهار وفيما بعده من بعد الزوال ليس إلا فعله كذلك مع أنه غير معقول ولا يدخل وقته قبل الوقت الذي فعله فيه -عليه الصلاة والسلام- ، كما لا يفعل في غير ذلك المكان الذي رمى فيه -عليه الصلاة والسلام- وإنما رمى -عليه الصلاة والسلام- في الرابع بعد الزوال فلا يرمي قبله ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم .

                                                                                                          [ ص: 546 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية